الثلاثاء، 4 أغسطس 2015
مما لا شك
فيه أن الكثير من المدونات تعاني من
افتقاد الرؤية الواضحة للكتابة و التدوين مما يؤثر على أدائها بطريقة واضحة من حيث
المنطلق الأساسي للكتابة و الهدف الرئيسي الذي من أجله تم إنشاء المدونة - هل بدافع
الربح فقط؟ أم بدافع آخر غير ذلك؟
و لماذا
تتميز المواقع الأجنبية عن مثيلاتها العربية من حيث المغزى و الشكل و المضمون و
التصميم و كل شئ تقريباً للأسف؟
لماذا تجد
المحتوى العربي يفتقد إلى المصداقية ابتداءاً في أغلب الأحيان إلا ما رحم ربي من بعض المدونات التي يجتهد فيها أصحابها قدر استطاعتهم و كذلك يفتقد إلى براعة الأسلوب و
إلى المحتوى الهادف٬ و عن النقل و النسخ و اللصق بالحرف حدِّث و لا حرج لدرجة أن
الناقل لا يكلف نفسه الصياغة بأسلوب مختلف أو حتى تغيير بعض الجمل٬ و الله
المستعان.
تستطيع
مطالعة آلاف المدونات العربية بنفسك لترى بكل أسف مدى ضحالة الفكر و كآبة الشكل و
سوء الصياغة إلا القليل النادر ممن لهم الجهد المشكور في الارتقاء بالمحتوى العربي
الهادف. قد يكون كلامي ثقيلاً٬ لكن للأسف هذه هي الحقيقة.
ما الذي قد
يجعل مدونتك تتميز عن غيرها من آلاف أو قل ملايين المدونات من حيث عدد الزيارات و
الترتيب وفق جوجل و الربح وفق أدسنس أو حسوب و ثقة المواقع في مدونتك بحيث تتسارع من
أجل الإعلان لديك دون غيرك من المواقع.
فأنا أعتقد أن بعض المدونين لا يدري :
لماذا
يكتب؟
و هل موضوع مدونته الآن يروق للجمهور؟
و هل موضوع مدونته الآن يروق للجمهور؟
وإن كان كذلك٬
هل يستطيع هو مجاراة الكتابة في هذا الموضوع؟
كيف يستجلب
عناوين موضوعاته؟
من أين
يحصل على المعلومات التي يضعها في تدويناته؟
هل هو راضٍ
عن أداء مدونته؟
إن لم يكن
راضٍ٬ هل يسعى لتحسين أدائه؟
و غيرها من
الأسئلة الكثير نسعى سوياً خلال تلك الأسطر القليلة أن نتناقش فيها قدر استطاعتنا
ساعين إلى الوصول لإجابات شافية على تلك الأسئلة.
لماذا تكتب؟
قد تستغرب
من طرح هذا السؤال٬ أليس كذلك؟
هل تبغي
الربح من وراء كتاباتك - كما نتناقش عن كيفية ذلك في مدونتنا فن الربح؟
أم هل تكتب
تسلية و تضييعاً للوقت؟
أم هل تكتب
إثراءاً للمحتوى العربي؟
أم هل تكتب
تقليداً لغيرك لمجرد التقليد دون هدف واضح؟
أم هل تكتب
لسبب آخر غير الذي ذكرت؟
أجب عن
السؤال بصراحة و لاحظ معي ما يلي :
- إن كنت تكتب بغية الربح٬ فلابد من إتقان ما تكتب حتى تحصل على ما تريد - كما نقول دوماً في شروحاتنا.
- و إن كنت تكتب تسلية و تضييعاً للوقت٬ فوفِّر وقتك أنفع لك لأن هذا ليس بهدف.
- و إن كنت تكتب إثراءاً للمحتوى العربي٬ فلابد من إتقان ما تكتب و إلا لما كان إثراءاً بمعناه الحقيقي و إنما كتابات رتيبة كغيرها من ملايين الكتابات.
- و إن كنت تكتب تقليداً لغيرك لمجرد التقليد٬ فكف عن هذا خير لك لأنه ليس بهدف و لا يتحصل منه أي شئ سوى تضييع الوقت والجهد و ربما المال.
نخلص مما
سبق أنه مهما كان هدف كتابتك٬ فإنه لابد من إتقان ما تكتب حتى تحصل على ما تريد.
هل موضوع مدونتك يروق للجمهور؟
موضوع المدونة
الذي تكتب فيه أمر هام لا يستهان به فلابد أن يستهوي فئة و لو قليلة من الجماهير
كما نسميه نحن : ما يطلبه الجمهور.
فبدون
جمهور لا فائدة لما تكتب و لا تستهن ببعض المواضيع فأنت تخاطب العالم أجمع عبر
مدونتك و اهتمامات الناس كثيرة و متنوعة و تختلف من شخص لآخر٬ فما يستهويك قد لا
يروق لغيرك و ما يعزف عنه البعض قد يكون من اهتماماتك و هذا سر جمال التنوع. فمهما
اختلفت مواضيع المدونات فستجد لكل منها جمهوره الخاص بشرط أن يكون مميزاً و متقناً
و محققاً لما يصبو إليه الناس.
فقط حاول
بقدر الإمكان اختيار موضوع يحوز اهتمام الجمهور لتحقق المرجو من مدونتك بإذن الله.
هل تستطيع مجاراة الكتابة في هذا الموضوع؟
قد يكون
موضوع مدونتك شيقاً و له جمهوره الواسع كآلاف مواضيع المدونات عبر الشبكة
العنكبوتية ٬ و لكن السؤال هنا :
هل تستطيع
مجاراة الكتابة في هذا الموضوع؟ أو بمعنى أدق : هل تتقن ما تكتب؟
فلربما
تكتب تدوينة أو اثنتين أو حتى عشر تدوينات ثم تنقطع عن الكتابة لضحالة معرفتك بما
تكتب. و هذا طبعاً خطأ فادح ومشكلة كبرى تؤدي قطعاً إلى هروب الجمهور الوافد إلى
مدونتك٬ و طبعاً بدون جمهور لا جدوى من الكتابة بل هو ضرب من العبث و تضييع الوقت
بلا طائل.
حاول ألا
تكتب إلا فيما تتقن٬ تحقق ما تسعى إليه بإذن الله حتماً.
كيف تستجلب عناوين موضوعاتك؟
عناوين
الموضوعات من الأشياء الهامة التي لا يجب إغفالها ذلك لأن الزائر الكريم لمدونتك
أول ما يقع نظره يقع على العنوان قبل المضمون. لذلك قم بانتقاء العناوين قدر
استطاعتك و لكن حذار من اختيار عنوان غير ملائم للمضمون الذي تحته أو المبالغة في
العنوان مع مضمون ركيك لا يستحق ذلك العنوان و لا تنس أن الجمهور ذكي و لا تفوته
تلك الأشياء و قد لا يعود إلى متابعة كتاباتك مرة أخرى إن لم تجذبه العناوين أو إن
أحس بعدم المصداقية في الكتابة بحيث لا يوافق العنوان المضمون.
انتق
العناوين قدر الإمكان٬ فالعناوين مفتاح القلوب إلى المضمون.
من أين تحصل على المعلومات التي تضعها في تدويناتك؟
ما أكثر
المصادر التي تستطيع استقاء معلوماتك منها٬ فمنها ما هو عربي و منها ما هو أجنبي٬
و منها ما هو مرئي و منها ما هو مسموع و منها ما هو مقروء .... إلخ
حاول
التنويع بين مصادرك و لا تقتصر على مصدر واحد أو حتى اثنين فالمصادر لا حصر لها و
ستجد الكثير من المواقع التي تتكلم في مواضيع مشابهة و هي غزيرة و متنوعة٬ و
استقاء المعلومات من مجموعها بشكل مميز يعطي منتوجاً حصرياً فريداً مع إضفاء لمستك
الخاصة و لا تستهن بها فلكل منا ما يميزه عن غيره و هكذا خلق الله البشر.
عدِّد مصادر
معلوماتك بأسلوب جمالي منسق مع وضع لمستك الجمالية الخاصة.
كن فريداً في طرحك و ضع بصمتك :
لا ضير في
أن تستعين بكتابات غيرك سواءً العربية أو الأجنبية كنوع من تنويع مصادر المعلومات
- كما ذكرنا - لكن لابد لك من لمسة خاصة بك تميزك عن غيرك و كلك ميزات ستكتشفها
بإذن الله إن حاولت التميز٬ أما إن ركنت إلى النقل و فقط فهذا أقرب طريق إلى
الفشل.
لكن أخي
الكريم إياك ثم إياك من النقل المخل و هو النقل بالحرف مما يجعلك لا تحوز احترام
القارئ و صدقني أنه يظهر بجلاء و خصوصاً أن الجمهور ذكي - كما ذكرنا - و للأسف
الشديد هذه الظاهرة منتشرة بضراوة في عالمنا العربي و لها أسباب عديدة من قلة
الضمير و استعجال الربح بالنسبة للمدونات الربحية و ضحالة الفكر و التقليد الأعمى٬
لكنه لا يجدي كما ذكرنا بل له مردود عكسي قد يطيح بالمدونة كلها و يذهب مجهودك كله
مع الريح.
ضع بصمتك
الخاصة على كتاباتك تصل إلى جمهورك من أقرب طريق.
إياك و التعجل٬ فالعجلة من الشيطان :
كثير من
المدونين عندما يبدأ في الكتابة تجده متعجلاً يريد أن يملأ مدونته بالموضوعات
بأسرع وقت و هذا لا يتأتى إلا بأمرين :
- إما أنك تنقل من غيرك بالنص " Copy + Paste " و هذا عبث - كما تحدثنا بالأعلى.
- أو أنك تكتب من بنات أفكارك لكنك لا تمعن في التفكير.
و كلا
الأمرين خطأ٬ صدقني لو جربت كتابة موضوع ما بسرعة و قمت بإنهائه ثم أتحت لنفسك
الفرصة بأن تعيد كتابة نفس الموضوع مرة أخرى لكن بتمعن في التفكير و بمطالعة
العديد من المصادر٬ ستجد الفارق كبيراً و البون شاسعاً و ذلك لأن الأفكار لا
تتوارد مرة واحدة بل تتوارد تباعاً. و ستجد أن كتابتك لموضوع واحد متقن خير من
خمسة مواضيع غير متقنة و ستجد أثر ذلك في متابعة الزوار و تعليقاتهم.
خذ وقتك و
تمعن في أفكارك فـ " من استعجل شيئاً قبل أوانه٬ عوقب بحرمانه ".
هل أنت راضٍ عن أداء مدونتك؟
أنت من قام
بتحديد هدفه من مدونته - كما ذكرنا بالأعلى - و أنت من يُقيِّم أداءها.
هل أنت راضٍ
عن أدائها؟
هل وصلت
إلى هدفك المرجو من المدونة؟ أم مازلت تتخبط؟
أجب بنفسك
عن نفسك و لنفسك بصراحة.
قم بتقييم
أداء مدونتك بنفسك.
إن لم تكن راضٍ عن أداء مدونتك٬ هل تسعى لتحسين أدائها؟
إن لم يكن
أداء مدونتك مرضياً كما ينبغي فحاول تحسين أدائها باتباع النقاط القليلة بالأعلى و
التي اجتهدت قدر طاقتي في كتابتها عن تجربة شخصية و بإذن الله ستجد النتيجة
المرضية بإذن الله تعالى و لا تنسونا من صالح دعائكم.
تم بحمد الله تعالى
و انتظرونا في التدوينة القادمة بإذن الله تعالى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
كم يسعدنا تفاعلكم معنا بتعليقاتكم الهادفة٬ فهي تساعد على إثراء الحوار بالمزيد من الإفادة للجميع و أنا أولكم. لكن يرجى من الجميع مراعاة الآداب العامة و القيم الإسلامية و عدم نشر روابط للإشهار حتى يتم نشر التعليق. كما يمكنكم استخدام ركن الاستفسارات للسؤال عن شئ خارج الموضوع كما يمكنك إضافة كود داخل التعليق بعد تحويله بـمحول الأكواد .